إقتباسات كتاب بيت خالتي

أسوأ ما حدثَ لي بعد خروجي كانَ موقفَ النَّاسِ منّي، كنتُ مخطوبةً عندما اعتُقلِتُ، خطيبي فسخَ الخطبة، سألني إنْ كنتُ قدْ تعرّضتُ لشيءٍ منْ هذا عند اعتقالي. ما كانَ من الممكنِ أنْ أنكر. انتشرَ الخبرُ في كلّ مكان. مَنْ سيتقدَّمُ للزَّواجِ مِنْ فتاةٍ تعرّضتْ للاغتصاب، اللهُ وحدهُ يعلمُ كم مرّة؟

عناصر الأمنِ عموماً يتنافسونَ في السّفالة، بحيثُ إنّنا نعتبرُ أقلّهم سفالةً جيّداً، بل كنّا نحبّه فعلاً، كانَ سافلاً قذراً، لكنّ سفالته كانَتْ أقلّ بقليلٍ جدّاً من البقيّة، وكانَ هذا كافياً لجعلِنا نعتقدُ أنّنا نحبّه، واحدةٌ من العلاقاتِ الغريبةِ الّتي تربط بين الضّحيّة وجلّادها.

أنا رماديّ محايد يا دكتور هاينز، جدّكَ كانَ معارضاً لهتلر؟ وبقي حيّاً؟ لا يحدث هذا عندنا. أفضِّلُ أنْ أشيحَ بوجهي إلى الجهةِ الأخرى مهما رأيت، أنادي كلَّ من يتزوَّج أمّي يا عمّي. بالتّأكيد أناديه عمّي. ماذا أناديه إذاً؟

لاحقاً عرفتُ الكثيرَ عنه، جدّه كانَ معارضاً للنّازيّة أيّام هتلر، أي أنّه ألمانيّ بمواصفاتِ جوّات السّور.

صارحتُ أبي بتحليلي هذا ... لمْ يعارضني على التّحليل، ... ثمَّ قالَ: المشكلة فيكم أنتم الجيل الثَّاني، لا هنا ولا هناك، لا أنتم من الدّير، ولا أنتم منَ الشّام.

.. أخذتُ الإيمانَ وراثةً كما يفعل الجميع. الشّعائرُ كانت أهمّ من تفاصيل الإيمان في نشأتي. كان الأمر مثل الحبّ الّذي يأتي بعد الزّواج. أقمِ الشَّعائرَ أوّلاً؛ والإيمانُ سيكونُ تحصيلاً حاصلاً.

- أسباب الزّواج أم الطّلاق؟ الاثنين! - السّبب الرّئيسيّ للطّلاق واحد في كلّ الحالات.. الزّواج طبعاً.. لكن دعني أسألكَ إنْ كنتَ حقّاً لا تعرف أنّي مطلّقة، لأنّ لو كانَ هذا صحيحاً فهذا يعني أنَّ العربَ في ألمانيا كفّوا عن النّميمة، وهذا إنجاز.

أصلاً ما هو الحبّ من وجهةِ نظر علم النّفس؟ غالباً ليس سوى مجموعة من العقد ومشاعر اللّا أمان الّتي تجتمعُ لتجعلَنا نتمسّك بالقربِ من شخصٍ ما لأنَّ القربَ من هذا الشّخص يحفّز سيّالات عصبيّة معيّنة في أدمغتِنا وهذه السّيّالات بدورها تجعلُنا نشعر بالسّعادة.

فهمتُ لاحقاً أنَّ هذا يسمّى اضطراب الشّخصيّة الوسواسيّة والّتي تختلفُ عنِ الوسواسِ القهريّ بأنّ الشّخص صاحب الاضطرابِ يسعى للكمال في أدقّ التّفاصيل ولكنْ لا تطارده وتتسلّط عليه وساوس قهريّة كما مع الـ OCD. كلّ شيء يجبُ أن يبقى في مكانِه كما وضعَهُ وإلّا فالعالم حوله سينهار. ... لا يستطيعُ النَّوم إنْ لمْ يكنْ قد رتّب المكانَ ونظّفه حتّى لو لم يكنْ متّسخاً بالأساس. مشهد معجون الأسنان مفتوحاً كانَ يحفرُ في أعصابِهِ حرفيّاً، كذلك استعمالي لمعجونِ الأسنان بالضَّغطِ من المُنتَصف وليس من النّهاية. ... شككتُ دوماً أنّه كانَ يعيدُ تنظيفَ الشّقّة بعد أنْ أنظّفها أنا، حتّى سريري كانَ يعيد ترتيبَه لأنّه كانَ يطوي الغطاء والشّراشف بطريقةٍ معيٍنة.