الإقتباسات
وقفَ جول فيرن مدهوشاً أمام جهاز الكمبيوتر المحمول آخذا ً إياه بين يديه، يقيس حجمه ويتلمس مفاتيحه الملساء. “تخيلتُ الكثير لكني لم أتوقع هكذا آلة بهذا الجحم” قال فيرن وهو يجلس محاولا ً أن يتلقَّى المعلومات السريعة من مساعده Pass partout .بدا له الأمر شاقا ً، لكن مع شرح مساعده النبيه استطاع جول أن يُلمَّ بالمبادىء الأساسية لكيفية تشغيل الكمبيوتر. فهو ليس بالبعيد عن ميكانكية آلاته وأجهزته التي صوَّرها وتخيَّلها وكتب عنها في رواياته. “مدهش” صاحَ جول عندما رأى صورته تتحرك أمامه على الشاشة عبر الكاميرا الصغيرة التي لا تكاد تكون أكبر من إصبع اليد. قضى الكاتبُ الكبير يومه يتعلم ويسبر أغوار هذه الآلة الصغيرة والعجيبة، وهو مفتونٌ كلياً بما توصَّل إليه الفكر البشري. تكلم “فيرن” في قصصه عن التواصل عن بعد والرؤية عن بعد والتحكمُّ بالآلات عن بعد وبعض المنجزات التقنية بدقة وتفصيل، والتي كانت غريبةً كلَّ الغرابة عن واقع عصره. بدأ جول يستعمل الفأرة وهو يضحك من اعجابه بتسميتها .”لقد استفاد العالم من نفحة خيال… هذا ما كنت أتمناه”. ردَّدَ في سرِّهِ. استطاع “باسبرتوه” أن يعلِّمه كيفية استخدام القرص المدمج الذي عليه تُسجَّل وتُخزَّن المعلومات. تناول القرص بين يديه وأخذ يُقلِّبه وهو مندهش:” ما يميز هذا العصر الأحجام الصغيرة ذات المفعول الكبير. في قصصي ومغامراتي كان كل شيء كبير الحجم…” وبعد يومٍ شاقٍّ سادَه عنصرُ المفاجأة عاد جول فرن إلى مقصورته ليسجِّل كلَّ ما اكتشفه اليوم من معلومات قيِّمة ستنفعه في المستقبل. لم يكن يعلم جول أن ما ينتظره في اليوم التالي أشد غرابة . في غرفة المعلوماتية، استقبل “باسبرتوه” معلِّمَه ليعرِّفَه اليوم على فعالية الإنترنيت. وما إن بدأ يشرح له عن أهميتها وكيفية عملها حتى صاح جول بوجه باسبرتوه قائلاً: “شبكةٌ عملاقة كخيوط العنكبوت؟ أيعقلُ أن تكون أكبر من أيدي الأخطبوط العملاق الذي سكن المحيط وكان يهاجم الغواصات والصيادين ؟!”. ضحك باسبرتوه لهذه الملاحظة الطريفة ،وشرح له عن شبكة الاتصالات المعروفة بشبكة الإنترنيت وعن كيفية عملها وفعاليتها وكيف تُسهِّل الاتصال والتواصل، وتقرِّب البعيد وتوصل الأخبار بلحظاتٍ، فضلاً عن كونها قلبُ التكنولوجيا الاتصالية في يومنا هذا. “نعم فهمتُ الآن ” علَّق جول، وتوجَّهَ إلى المكتب حيث الكمبيوتر المركزي الذي سيأخذه عبر شاشاته في رحلةٍ إلى عالم الفضاء الافتراضي . لم يفهمْ جول رغم كل ما أنتجَهُ من قصصٍ خياليةٍ إن كان يعيش في الواقع أم أنَّ كلَّ ما يراه هو نسجُ خياله. وظلَّ عدة أيام يحاول مراجعة ما كتبه على مسودته مُعَّدا ً بذلك مواد قصته الجديدة. وفي محاولةٍ أخيرة ، عاد جول إلى المكتب وطلب من “باسبرتوه” أن يُرشده إلى معلوماتٍ تتكلم عن أعماله، وبذلك يكون قد اكتشف إن كانَ كلُّ ما يحصل معه حقيقة أم خيال. دهشته لا توصف عندما رأى بأمِّ عينه كلَّ أعمالهِ ونتاجه مطبوعةً ومصورةً مع نبذةٍ عن تاريخ حياته. عاد جول فيرن الى مقصورته وفي قلبه حزن عميق.فبعدما كان ملك التشويق والكاتب الأول في الخيال العلمي جاء مَنْ يتفوَّقُ عليه. هذه الآلة التي تُعرف بالكمبيوتر و الشبكة الأخطبوطية تفوَّقتْ على خياله واستطاعت أن تُنجز الكثير بوقت قصير. بينما قضى هو أكثر من خمسين عاماً منصرفا ً إلى الدراسات والتجارب والكتابات والمغامرات ليكتبَ قصةً كلَّ سنةٍ أو أكثر يستشرفُ بها المستقبل. لكنَّ ذلك لم يُثنهِ عن أن يبرهن مرةً أخرى أنه مَلِكُ صنعته رغم مرور الزمن. جلسَ جول أمام شرفة غرفته المطلّة على البحر المتوسط يسرحُ في هذا الأزرق الكبير ويراقب السفن العملاقة الخارجة والداخلة إلى المرفأ .وعادت به الذكريات إلى مدينته “نانت” ومراكبها الخشبية وصياديها ومرفئها ومرتع الطفولة مع أخيه بول ودمعت عيناه . “يمرُّ العمر كالنسيم” تمتم جول ووضع دفترَهُ، وهو صديقه الذي لا يفارقه أبداً ،على الطاولة أمامه حيث قررّ صياغة النهاية لقصته الجديدة التي سيقدّمها إلى صديقه هتزل وبالقوة سيقنعهُ بنشرها لأنها ستتفوّقُ على كلِّ رحلاته الاستثنائية . غداً، سيركبُ هذه الآلة التي جاءت به إلى زمن غير زمنه، وإلى عصر غير عصره، ويعيد مفاتيحها إلى التاريخ الصحيح ليعود إلى وطنه…… كم اشتقتُ لكِ…..كم اشتقتُ لكِ….. *نص مأخوذ من كتاب “جول فيرن : خيالٌ على ورق تحول الى حقيقة”
من كتاب جول فيرن خيال على ورق تحول الى حقيقية للمؤلف محمود فهمى زيداننتساءل طوال حياتنا: لمَ نحتاج الى الحب؟ وهل نستطيع أن نعيش من دونه؟ الحب كالهواء. إنه أوكسجين الحياة ومن دونه تموت فينا إنسانيتنا. هذه ليست فلسفة. هذا هو الواقع ومن يعيش من دون هذا الشعور ونعمته، يغرق في بحر من الضيق و الضياع ويفقد بوصلة الوجود… أنا أحب… إذاً أنا إنسان موجود.
من كتاب الرقص فوق لهيب النار للمؤلف مجموعه مؤلفينربما في يوم من الأيام، ستقرئين ما كتبته في زاوية ثقافية أو في مظاهرة فنّية. لم أكتب منذ أن تفارقنا وانفصلنا وذهب كل منا في طريق. لم أكتب خواطري ضمن أحرف أو كلمات. رسمت في كل ثانية من زمن فراقنا قصيدة لونية تخبئ جزءاً منك. حلمت أن المستحيل أصبح واقعاً في حديقتي اللونيّة، تلمست وجهك الملائكي. لامستْه ريشتي فارتعشت ألماً وبكت أحمر وأخضر وأصفر… لم يعد اختراع الصفات مستحيلاً في زمن الكمبيوتر والانترنيت وعصر السرعة. لم أجد أجمل من اسمك أناديك به. فهو أنت بكامل حقيقتك. بكامل جنونك. ما زلت أخضع حتى الشبق الأخير لفصول الحب… ما زلت أعشق… ما زلت أهيم دون جدوى، دون مكان، ودون زمان. ما زلت أخضع لأهواء جنونك. تراكمت أفكاري، تجمعت على أشكال ألوان وأحجام حصرتها الكوادر الخشبية. هل لاحظتِ! عاودتني الكتابة بعد جدل طويل. كانت غاضبة مني لأنني لم أعد أسقي بساتينها من حبر أقلامي. ليتها تعرف السبب …لما غارت من ريشتي والواحي. أنت حد قاطع بين الجنون والعشق…. أنت حد قاطع في حياتي المتواضعة… أرتجف …تنقطع أفكاري المشحونة والمضطربة… أشتاق إليك في وجودك أكثر من غيابك. أنت ضعفي بأكمله. أنت نيراني الوقادة والحارقة ألواني. لن تستلم مني بعد اليوم أي جزء من الورق يزينّه خطي الرديء، لأنني سأقلع عن الكتابة بعد الانتهاء من إكمال رسالتي… سأقلع عن رسمك حتى بالكلمات على أوراق وهميّة. سأقلع عن عادة ألفتها وأدمنتها.. لأن رسائلي باتت دون عنوان …
من كتاب الرقص فوق لهيب النار للمؤلف مجموعه مؤلفينلا زلت حلمي الذي أركض إليه سعيدا إن تحقق.
من كتاب ماذا تريدين مني .. فانتظارك خرب زماني للمؤلف جنان مناعألا تعلمين أني إن أمعنت فيك النظر سقطت من عيني نسائي وصارت المقربة منهم ذكرا.
من كتاب ماذا تريدين مني .. فانتظارك خرب زماني للمؤلف مجموعه مؤلفينفإن أرادني الآن عزاءك فأقسم أني لست بموجود .. لأني أمامك مثقوب الصدر .. أما إن كنت تريدين صبري فقد مات مجهول القبر.
من كتاب ماذا تريدين مني .. فانتظارك خرب زماني للمؤلف مجموعه مؤلفينأصرخ حين قسوتك رافعا السيف .. من مني يريد أن يعترف بحبك.
من كتاب ماذا تريدين مني .. فانتظارك خرب زماني للمؤلف مصطفى رحماويتعالي إلى قلبي فإن شفائي من دائك وظيفتك. تعالي بلا كبر فإن إصلاحي واجبك.
من كتاب ماذا تريدين مني .. فانتظارك خرب زماني للمؤلف احلام مستغانميالحب سر عظيم يعجز الفكر عن سبر أغواره ... هو الشقاء بعينه إن هو أمسك بقلب منفرد لم يعترف به وبإحساسه قلب محبوبه ... وهو النّعيم بعينه إن هو أفلح في جمع قلبين تحت لواءالإخلاص والوفاء...
من كتاب أمية الشفتين وقبلة العقرب للمؤلف عاصم عبد الحميد محمودلن أستعين بحكماء غير مصريين، سأصنع من أحفاد من اخترعوا الطب حكماء جدداً
من كتاب صنايعية مصر للمؤلف أحمد خيري العمري