فقال: أنا ذاهب، ولن أعود للقصر، فما رأيك أن تأتي معي؟، فقال الملك: مستحيل طبعًا أن أترك القصر، ما هذا الطلب الغريب؟، فردَّ عليه الزاهد: هذا هو الفرق بيني وبينك، أنا لا أمانع في أن أسكن تحت شجرة، أو أن أسكن في قصر، ففي كل حال من الأحوال نعمة من الله عليَّ أراها، والآن أنا لا أمانع في ترك القصر، أنا كنت في داخل القصر، ولم يكن القصر في داخلي، ولذلك أستطيع الذهاب بلا عودة، أما أنت فالقصر في داخل قلبك.
كل المعاصي والكبائر التي نمر عليها دون أن يرف لنا جفن, كيف صار كذلك؟
بالعادة, بالتعويد, بالروتين, بالتكرار.
شيئًا فشيئًا حاك الوقت والزمن خيوط العنكبوت والبلادة على المعصية, فصارت تكرارًا, صارت روتينًا, صارت عادة.
كنت رقيقة في مظهرها لكن شخصيتها قوية وثابتة مثل رئحة الياسمين النفاذة والفريدة التي تبث إحساسا بالدفء لا تملكه الورود الأخرى
من كتاب غربة الياسمين للمؤلف خولة حمدي