الإنسان أيها الرفاق هو المخلوق الوحيد الذي يستهلك ولا ينتج: فهو لا يدر اللبن ولا يبيض، وهو أوهى من أن يحرث الأرض بنفسه، وهو أبطأ من أن يلحق بالأرانب ليصيدها بيديه، ومع ذلك فإنه السيد على جميع الحيوانات، يسخرها في العمل ولا يجود عليها إلا بالكفاف مستأثراً لنفسه بكل الطيبات!
ارتديت معطفي، وأخذت الفانوس وخرجت أسير على نَحْبٍ متجها نحو ذلك المخزن الّذي يقبع في نهاية الغابة الموجودة خلف منزلي، رُحت أتَعَجَّلُ فِي السير
دُونَ الاهتمام؛ لنهام البوم المُزعج، نباح الكلاب وَعَويل الرِّيح وسط ذَلكَ الظلام الحالِك حتى وصلت عند المكان المناسب، وَلَجَت إلى هُناكَ لآتي بِما يلزمني، وخرجت بعد لحظات وأنا أضعُ بين يدي عدتي الجميلة، وعُدت إلى منزلي هرعًا وَأنا أوّدُ إمساكها بأقرب وقت، ودخلت المنزل كالمجنون.