إقتباس

كارينا أبو نعيم

ربما في يوم من الأيام، ستقرئين ما كتبته في زاوية ثقافية أو في مظاهرة فنّية. لم أكتب منذ أن تفارقنا وانفصلنا وذهب كل منا في طريق. لم أكتب خواطري ضمن أحرف أو كلمات. رسمت في كل ثانية من زمن فراقنا قصيدة لونية تخبئ جزءاً منك. حلمت أن المستحيل أصبح واقعاً في حديقتي اللونيّة، تلمست وجهك الملائكي. لامستْه ريشتي فارتعشت ألماً وبكت أحمر وأخضر وأصفر… لم يعد اختراع الصفات مستحيلاً في زمن الكمبيوتر والانترنيت وعصر السرعة. لم أجد أجمل من اسمك أناديك به. فهو أنت بكامل حقيقتك. بكامل جنونك. ما زلت أخضع حتى الشبق الأخير لفصول الحب… ما زلت أعشق… ما زلت أهيم دون جدوى، دون مكان، ودون زمان. ما زلت أخضع لأهواء جنونك. تراكمت أفكاري، تجمعت على أشكال ألوان وأحجام حصرتها الكوادر الخشبية. هل لاحظتِ! عاودتني الكتابة بعد جدل طويل. كانت غاضبة مني لأنني لم أعد أسقي بساتينها من حبر أقلامي. ليتها تعرف السبب …لما غارت من ريشتي والواحي. أنت حد قاطع بين الجنون والعشق…. أنت حد قاطع في حياتي المتواضعة… أرتجف …تنقطع أفكاري المشحونة والمضطربة… أشتاق إليك في وجودك أكثر من غيابك. أنت ضعفي بأكمله. أنت نيراني الوقادة والحارقة ألواني. لن تستلم مني بعد اليوم أي جزء من الورق يزينّه خطي الرديء، لأنني سأقلع عن الكتابة بعد الانتهاء من إكمال رسالتي… سأقلع عن رسمك حتى بالكلمات على أوراق وهميّة. سأقلع عن عادة ألفتها وأدمنتها.. لأن رسائلي باتت دون عنوان …


من كتاب : الرقص فوق لهيب النار للكاتب : كارينا أبو نعيم