إذا لم تحاول أن تجد نفسك بالحاضر؛ ستفقد نفسك ما بين الماضي والحاضر, يستقر بك الحال أن تقف بالمنتصف, ما بين تريد ولا تريد.. إلى أن تتأقلم مع الوضع, بالرغم من ذلك أري في النهاية أن الحب سبب جيد لينهار معه كل شيء
بالنسبة إلى أمها، يُعتبر الانتحار حلا سهلا، يبعد كل البعد عن مفهوم الشجاعة. بالإضافة إلى كونه مضادا للطبيعة البشرية، لأنّه يتناقض مع مشاعر الرغبة و غريزة البقاء البشرية. و من يتحدّون قدرهم بوضع حد لحياتهم ليسوا شجعانا كما يعتقد الجميع. لذلك فقد اختارت طريق الصراع المستميت لتغيير القدر.
سارت بخطوات متعرجة كحياتها بعد حصولها على الطلاق من زوجها الذى تركها فور وفاة والدها ذو المنصب العالى بالدولة لتصفى وحيدة هى وجدران منزل أبيها ،نادرا ما تجد أحدهم يدق بابها لكن مع قليل من اللامبالاة ووفير من الصبر ها هى تتأرجح بطريقها العثر بتلك الحياة ،ظلت تسير حتى توقفت بنفس المكان على الشاطئ ثبتت لوحتها واعتدلت على كرسيها أمسكت أقلامها وحاولت لكن سرعان ما تأوهت بصوت عالٍ وأزالت اللوحة وألقتها بعيدا ثم تحركت من مكانها لتقترب من البحر محدثة اياه :
أتعرف يابحر ؟أنا وأنت ذات الشكل والهيئة فأنا وحيدة بما تعنيه كلمة وحدة حتى ذلك الرجل الذى صرت طليقته لم يعد يتذكرنى وكأنه لم يتحدث معى بأحد الأيام ، هل من الممكن أن تحب أحدا وتنسه بتلك الطريقة الجافة.
لا لا أعتقد أنه أحبنى يوما فقد كانت عيونه تنطق دوما بما لا يبوح به لسانه ،
ظلت تعبث بالرمال وعادت لتحدث البحر مجددا :أتدرى !لم يتبق معى نقود كثيرة بالكاد ياصديقى .....
كادت أن تكمل جملتها لولا ذلك الصوت الذى هز جسدها فانتفضت واقفة من جديد :ما هذا الصوت ؟
هل هناك من أحد هنا ؟أنا وحدى بذلك المكان ....اذن من يكون ؟
عاد الصوت يحدثها من
توجدُ لحظاتٌ يشعرُ فيها المرءُ بأنه مُلهَمٌ لكتابة ما يكتُبه، أنّ الأمور تجري على نحو مثاليّ، سماويٌ وخارق! ولكنّها لحظات استثنائية، عابرة، والرواية في أكثرها... يكتُبُها الكدحُ، لا الإلهام.