يا صاحبي لوأدرك الناس الحقيقة لخلت الدنيا من اهلها في لمحة عين
من كتاب : نائب عزرائيل للكاتب : يوسف السباعي
إقتباسات من نفس الكتاب
أتدري أن أكبر كارثة يمكن أن يبتلي بها المرء في حياته هي الموت .. أتدري أن الانسان مهما بلغ تبرمه بالحياة وكرهه لها تجده يتعلق بأهدابها ويخشي الموت رغما عن تأكده أنه سيضع حدا لضيقه وبؤسه لا لشيء الا لفرط ما يتخيله في الموت من بشاعة
أن الانسان يستطيع أن يعتاد كل مكروه في حياته إلا الموت فهو لا يعترف بأن الموت حق وهو لا يوطن نفسه عليه ولا ينتظره كحادث لابد من حدوثه .. بل هو يعمل لدنياه كـأنه يعيش أبدا.. ولا يكاد يسمع أن فلانا قد مات حتى يضرب صدره بيده "يا ساتر يا رب.. لقد قابلني بالأمس وكان صحيحا سليما" كأنه علي يقين أن الموت لا يقرب الأصحاء أو رجل له أولاد صغار"
ومن القصص الصادمة التي حدثت معي شخصيا قبل فترة قليلة حينما كنت ذاهبا الى احد الاسواق القريبة منا اتبضع منها وعند دخولي رايت شخص في عمر المراهقة يتكلم مع صديقه في أمر يخص صديق اخر له وكان ضحكته خفيفة ثم بعدها قال هذا المراهق لصديقه الي في جنبه بان صديقه الغائب حدث عنده أمر واصبح يكفر (ثم ضحكته ازدادت بشكل كبير حينما ذكر بان صاحبه كفر!! )
والأمر عجيب بحيث ينقل بان صاحبه كفر بالله العظيم او بالدين ويزيد ضحكا والمصيبة بانه متخذا الكفرة المنافقين اصدقاء له وتكلم ما حدث وهو ضاحكا! والطامة الكبرى بان هذا المراهق رايته اكثر من مره مع اهله يصلي في المساجد !! والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فماذا نقول بحالنا الذي يبكي ونحن نرى امثال هولاء يتخذون من الدين ضحكا ولعبا . وقد يقول شخص مادخل المراهق بالأمر وأن صديقه هو الذي كفر ؟ فنقول له كيف ينقل بانه كفر ويزداد ضحكا إذن هو لم يهتم بالامر بل كل همه بان ينقل ماحدث ويتخذ من الامر ضحكا ومن سكت عن الكفر في قلبه او جسده فهو راضي عنه فكيف بمن ينقل بان صاحبه كفر ويضحك بكثرة !!؟