ان جدي الشيخ رجب عبد الله إذا قدم القاهرة وهو صبي مع رجال الأسرة ونسائها للتبرك بزيارة أهل البيت . دفعه أبوه إذا أشرفوا على مدخل مسجد السيدة زينب - وغريزة التقليد تغني عن الدفع - فيهوى معهم على عتبته الرخامية يرشقها بقبلاته ، وأقدام الداخلين والخارجين تكاد تصدم رأسه
توجدُ لحظاتٌ يشعرُ فيها المرءُ بأنه مُلهَمٌ لكتابة ما يكتُبه، أنّ الأمور تجري على نحو مثاليّ، سماويٌ وخارق! ولكنّها لحظات استثنائية، عابرة، والرواية في أكثرها... يكتُبُها الكدحُ، لا الإلهام.
وقد افتتح القرآن الكريم بآية ذات دلالة وهي قوله تعالى: ﴿ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ﴾، فلم يقل رب المسلمين ولا رب العرب ولا رب المتقين، واختتم بقوله: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . مَلِكِ النَّاسِ . إِلَهِ النَّاسِ﴾، ولم يقل رب المؤمنين أو العرب أو العجم، وما بين الفاتحة والخاتمة جاء بيان القرآن العظيم: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.