وربما كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي مارس أولاً دور النبوة بالهداية والإرشاد والموعظة، ثم مارس دور الحاكم بالإدارة والتنظيم والتدبير، وهو يتطلب تمييز ما بين المرحلتين وحدود ما بين الرسالتين، رسالة الوحي والهدى والموعظة، ورسالة الإدارة والتنظيم والتنمية.
الأمر عند الله لايُقاس بالمنطق الإحصائي. فالله تعالى يتعامل مع كل فرد بشكل مُستَقِل. كُل فرد مُهِم عند السماء.
فلا يتم قياس نجاح المشروع أو فشله بمنطق النسب المئوية.
فلو كانَ الأمر كذلك لما أرسَلَ الله رُسُلاً لأقوام وهُو يَعْلَم أنّ رَجُلاً واحداً فقط من هذه القرية سيؤمن!
ومع ذلك اصطفى له هذا الرسول وجهزه وأرسله لتلك القرية ليؤمن ذلك الرجل.
ثانياً:
الله تعالى عَدلهُ مُطلَق، وقد كَفَلَ حُريّة الإختيار لنا. وكانَ إبليس مِنَ الكائنات المُخيَّرة أيضاً.
فاختارَ إبليس ألّا يسجُد، فلم يقضي الله عليه، ولم ينسفه من الوجود.
فقط تركه يتحمل نتيجة قراره ويصنع جحيمهُ الخاصّ بما يقوم بِهِ مِن أفعال الشرّ.
وكذلك كل من ينتهج نهج إبليس، فهو أيضاً يصنع جحيمه الخاص، ويكون شريكاً مع إبليس فالنار، لأنه قامَ بِدَسّ نفسه بكامل إرادته واختياره الحُر.
فالله تعالى كَفَلَ حُرّية الإختيار لنا.
لا إكراه..
لا إجبار..
بالتالي نتحمل نتيجة أفعالنا.
قل "شكرا" لمن يستحقها ولاتظن انها كلمة صغيرة بلا تأثير!لو ان كل من قال اوفعل جميلا وجد من يقول له شكرا لاتسعت مساحات الجمال في العالم
قل شكرا ولا تنتظر " عفوا