لك ان تعرف كيف تبدأ الثورة على اهداف وتطلعات لنتائج نبيلة ،وعند نجاحها يتغير مجراها وتصبح في صالح اشخاص ماكرين ويبقى المتضرر الوحيد الشعب الذي يرضى بالاوهام ولا يستطيع حتى التفكير والتعبير عن رأيه
تنظر للحوائط الكئيبة الصامتة، كانت الحوائط ممتلئة بثقوب كثيرة، اثار مسامير قديمة لعائلة كانت سعيدة بالتأكيد، تشعر انها مثل هذا الحائط بالضبط، مر عليها الزمن يدق مسامير الذكريات داخل روحها منذ أن ولدت، ثم انصرف تاركا ثقوب فارغة تبقي داخلها مدي الحياة.
ھل الطغاة الملاعین أرفع عند الله من محمد ابن عبد الله؟ كلا... وألف كلا.. ومع ذلك اقرأ أمر الله لنبيه الخاتم: {فبما رحمة من الله لنت لھم ولو كنت فظًّا غلیظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنھم واستغفر لھم وشاورھم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله یحب المتوكلین} (آل عمران: ١٥٩)، یأمره سبحانه (یأمر من؟ محمد الخاتمي)، وشاورھم (من یا الله؟ الأمّة كلھا، في ماذا یا الله؟) في الأمر (أي أمر؟ مطلق الأمر)، فإن كان محمد وھو الرسول النبي الخاتمي مأمورًا وملزمًا بالإیمان بالشورى المجیدة (بل، ومحتاج لھا) -الشورى القرآنیة، لا الكھنوتیة ولا السلطانیة- لیس على المستوى العقائدي فقط، بل وممارستھا على المستوى الاجتماعي والسیاسي، إذا كان ھذا الحال مع محمد، فما دونه وبعده ھم حتمًا أحوج لھا وألزم بھا بكل تأكید.