يا صديقي لا تكُن أحمقَ كالرجل الذي قضى دهرًا يبحث عن الخالق في أقوال السابقين، في تعاليم المتنورين، بين الناس وفي كتب المتصوِّفة وفلسفات الشرقيين، ثم اكتشف في النهاية، لمَّا تخلَّى عن كبريائه وإرادته، أنه كان طول الوقت لصيقًا به؛ ذلك لأنه نسي، في خضمِّ البحث المحموم، أن يُلقي نظرة داخل نفسه
ليس هناك ما هو أكثر تناقضًا مع الرؤية الديناميكية للعالم، من تلك التي تجاه القرآن أكثر من الاعتقاد أن جميع مشاكل الحاضر والمستقبل قد تم حلها، وأنه يكفي أن نعرف عن ظهر قلب قصص الماضي للحصول على إجابة لكل شيء. الاكتفاء هو عكس السمو، لأنه يمنع آلاف الناس من رؤية الجاهلية الجديدة للحضارة الغربية المنحطة، الشريعة الحقيقية (الله وحده يملك، الأمر لله وحده، الله وحده يعلم) يمكن أن يوحد كل من يفكر أن حياته لها معنى وأن الطريقة الإلهية فقط (الشريعة) يمكن أن تمنحهم هذا المعنى من خلال البعد عن قانون الغاب، وقانون البقاء للأقوى، وقانون الفوضى.