ولا تغرنكم دعواتهم (أقصد دعوات كتّاب ومثقفي السلاطين) حينما يدعون ليل نهار لإعمال العقول ونقد كل شيء في هذا الوجود، وضرورة اقتلاع كل المسلّمات واليقينيات من حياتنا، وقد يتحمّس البعض سذاجةً منه فيعتقد أن ذلك يشمل حتى نظام الطاغوت (ابن سعود مثلاً!) فيعودون وينبّهون: "لا ليس إلى هذا الحد"، ولكن إلى الحد الذي يصل بكم إلى التشكيك في الدين والرسول الكريم وكلام رب العالمين، أي وبكل وضوح إلى الحد الذي يجعل الإنسان مسخًا منحلًّا من كل شيء.. وبذلك الإنسان وحده (إن جاز تسميته إنسان أصلاً) تتم مهمة الاستحمار ومن ثم تسهل عملية توجيهه أينما وكيفما ومتى ما شاء السلطان!
احياناً نلتقي بقلوب كالصخور ، بل هي اشد قسوة ، يبتلينا الله بها في تلك الحياه ، ولولا قسوتها وضراوتها ، ماعرفنا قيمة القلوب الرحيمة ، التي تحنو علينا فتطفيء لظى النار التي تشتعل في قلوبنا بسبب هؤلاء القساة
كنت رقيقة في مظهرها لكن شخصيتها قوية وثابتة مثل رئحة الياسمين النفاذة والفريدة التي تبث إحساسا بالدفء لا تملكه الورود الأخرى
من كتاب غربة الياسمين للمؤلف خولة حمدي