إقتباس
إقتباسات من نفس الكتاب
- برلين في هذا الجوّ في يوم عطلة؟ أراهنُ أنّ حركة القطاراتِ في ألمانيا لم تشهدْ في تاريخها مسافراً يذهبُ من مدينةٍ إلى أخرى لكي يطلبَ من شخصٍ ما أن يردَّ على اتّصالات أمّه، اللّهمّ إلّا إذا كانَ سوريّا أيضاً، هنا يصبح الأمرُ محتملاً جدّاً
- فهمتُ لاحقاً أنَّ هذا يسمّى اضطراب الشّخصيّة الوسواسيّة والّتي تختلفُ عنِ الوسواسِ القهريّ بأنّ الشّخص صاحب الاضطرابِ يسعى للكمال في أدقّ التّفاصيل ولكنْ لا تطارده وتتسلّط عليه وساوس قهريّة كما مع الـ OCD. كلّ شيء يجبُ أن يبقى في مكانِه كما وضعَهُ وإلّا فالعالم حوله سينهار. ... لا يستطيعُ النَّوم إنْ لمْ يكنْ قد رتّب المكانَ ونظّفه حتّى لو لم يكنْ متّسخاً بالأساس. مشهد معجون الأسنان مفتوحاً كانَ يحفرُ في أعصابِهِ حرفيّاً، كذلك استعمالي لمعجونِ الأسنان بالضَّغطِ من المُنتَصف وليس من النّهاية. ... شككتُ دوماً أنّه كانَ يعيدُ تنظيفَ الشّقّة بعد أنْ أنظّفها أنا، حتّى سريري كانَ يعيد ترتيبَه لأنّه كانَ يطوي الغطاء والشّراشف بطريقةٍ معيٍنة.
- في حياتي ما تصوّرت أن يجتمعَ كارل ماركس مع الشّاورما في جملةٍ واحدة.
إقتباسات إخري
- والنبوة، فجعل للتطهير رمزًا من الاغتسال بالماء، وأثارها حملة شعواء على بؤرة الفساد في زمنه، وهو بلاط الملك هيرود
- إقترب منها ذئب مخيف عينيه تحمل كرها لا حدود له وتتوعد بالإنتقام أخذ يدور حول فراشها مرددا بصوت خلع قلبها من صدرها إيفان هو إبني .. أنا والده إنه إبن الذئب الذي فضل الآخرون دفن أنفسهم بالحياة على أن يكون عدو لهم
- إن أحد أعظم الفروق بين الرجال والنساء هي طريقة تعايشهم مع الضغوط، يصبح الرجال أكثر تركيزاً وانسحاباً بينما تصبح النساء مثقلات مشوشات عاطفياً.
- وقفَ جول فيرن مدهوشاً أمام جهاز الكمبيوتر المحمول آخذا ً إياه بين يديه، يقيس حجمه ويتلمس مفاتيحه الملساء. “تخيلتُ الكثير لكني لم أتوقع هكذا آلة بهذا الجحم” قال فيرن وهو يجلس محاولا ً أن يتلقَّى المعلومات السريعة من مساعده Pass partout .بدا له الأمر شاقا ً، لكن مع شرح مساعده النبيه استطاع جول أن يُلمَّ بالمبادىء الأساسية لكيفية تشغيل الكمبيوتر. فهو ليس بالبعيد عن ميكانكية آلاته وأجهزته التي صوَّرها وتخيَّلها وكتب عنها في رواياته. “مدهش” صاحَ جول عندما رأى صورته تتحرك أمامه على الشاشة عبر الكاميرا الصغيرة التي لا تكاد تكون أكبر من إصبع اليد. قضى الكاتبُ الكبير يومه يتعلم ويسبر أغوار هذه الآلة الصغيرة والعجيبة، وهو مفتونٌ كلياً بما توصَّل إليه الفكر البشري. تكلم “فيرن” في قصصه عن التواصل عن بعد والرؤية عن بعد والتحكمُّ بالآلات عن بعد وبعض المنجزات التقنية بدقة وتفصيل، والتي كانت غريبةً كلَّ الغرابة عن واقع عصره. بدأ جول يستعمل الفأرة وهو يضحك من اعجابه بتسميتها .”لقد استفاد العالم من نفحة خيال… هذا ما كنت أتمناه”. ردَّدَ في سرِّهِ. استطاع “باسبرتوه” أن يعلِّمه كيفية استخدام القرص المدمج الذي عليه تُسجَّل وتُخزَّن المعلومات. تناول القرص بين يديه وأخذ يُقلِّبه وهو مندهش:” ما يميز هذا العصر الأحجام الصغيرة ذات المفعول الكبير. في قصصي ومغامراتي كان كل شيء كبير الحجم…” وبعد يومٍ شاقٍّ سادَه عنصرُ المفاجأة عاد جول فرن إلى مقصورته ليسجِّل كلَّ ما اكتشفه اليوم من معلومات قيِّمة ستنفعه في المستقبل. لم يكن يعلم جول أن ما ينتظره في اليوم التالي أشد غرابة . في غرفة المعلوماتية، استقبل “باسبرتوه” معلِّمَه ليعرِّفَه اليوم على فعالية الإنترنيت. وما إن بدأ يشرح له عن أهميتها وكيفية عملها حتى صاح جول بوجه باسبرتوه قائلاً: “شبكةٌ عملاقة كخيوط العنكبوت؟ أيعقلُ أن تكون أكبر من أيدي الأخطبوط العملاق الذي سكن المحيط وكان يهاجم الغواصات والصيادين ؟!”. ضحك باسبرتوه لهذه الملاحظة الطريفة ،وشرح له عن شبكة الاتصالات المعروفة بشبكة الإنترنيت وعن كيفية عملها وفعاليتها وكيف تُسهِّل الاتصال والتواصل، وتقرِّب البعيد وتوصل الأخبار بلحظاتٍ، فضلاً عن كونها قلبُ التكنولوجيا الاتصالية في يومنا هذا. “نعم فهمتُ الآن ” علَّق جول، وتوجَّهَ إلى المكتب حيث الكمبيوتر المركزي الذي سيأخذه عبر شاشاته في رحلةٍ إلى عالم الفضاء الافتراضي . لم يفهمْ جول رغم كل ما أنتجَهُ من قصصٍ خياليةٍ إن كان يعيش في الواقع أم أنَّ كلَّ ما يراه هو نسجُ خياله. وظلَّ عدة أيام يحاول مراجعة ما كتبه على مسودته مُعَّدا ً بذلك مواد قصته الجديدة. وفي محاولةٍ أخيرة ، عاد جول إلى المكتب وطلب من “باسبرتوه” أن يُرشده إلى معلوماتٍ تتكلم عن أعماله، وبذلك يكون قد اكتشف إن كانَ كلُّ ما يحصل معه حقيقة أم خيال. دهشته لا توصف عندما رأى بأمِّ عينه كلَّ أعمالهِ ونتاجه مطبوعةً ومصورةً مع نبذةٍ عن تاريخ حياته. عاد جول فيرن الى مقصورته وفي قلبه حزن عميق.فبعدما كان ملك التشويق والكاتب الأول في الخيال العلمي جاء مَنْ يتفوَّقُ عليه. هذه الآلة التي تُعرف بالكمبيوتر و الشبكة الأخطبوطية تفوَّقتْ على خياله واستطاعت أن تُنجز الكثير بوقت قصير. بينما قضى هو أكثر من خمسين عاماً منصرفا ً إلى الدراسات والتجارب والكتابات والمغامرات ليكتبَ قصةً كلَّ سنةٍ أو أكثر يستشرفُ بها المستقبل. لكنَّ ذلك لم يُثنهِ عن أن يبرهن مرةً أخرى أنه مَلِكُ صنعته رغم مرور الزمن. جلسَ جول أمام شرفة غرفته المطلّة على البحر المتوسط يسرحُ في هذا الأزرق الكبير ويراقب السفن العملاقة الخارجة والداخلة إلى المرفأ .وعادت به الذكريات إلى مدينته “نانت” ومراكبها الخشبية وصياديها ومرفئها ومرتع الطفولة مع أخيه بول ودمعت عيناه . “يمرُّ العمر كالنسيم” تمتم جول ووضع دفترَهُ، وهو صديقه الذي لا يفارقه أبداً ،على الطاولة أمامه حيث قررّ صياغة النهاية لقصته الجديدة التي سيقدّمها إلى صديقه هتزل وبالقوة سيقنعهُ بنشرها لأنها ستتفوّقُ على كلِّ رحلاته الاستثنائية . غداً، سيركبُ هذه الآلة التي جاءت به إلى زمن غير زمنه، وإلى عصر غير عصره، ويعيد مفاتيحها إلى التاريخ الصحيح ليعود إلى وطنه…… كم اشتقتُ لكِ…..كم اشتقتُ لكِ….. *نص مأخوذ من كتاب “جول فيرن : خيالٌ على ورق تحول الى حقيقة”
- إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) - الأحزاب لاحظ أنّ الجهل والظلم فالآية السابقة تمت نسبتهم للإنسان.. لكن عندما يتحول هذا الإنسان إلى مستوى أرقى، وهو الإنسان المُصلِح أو المُؤمِن.. حين يؤمن بالخالق الذي استخلفه، ويتبع التعاليم التي تضمن إنجاح مشروع الإستخلاف. حينها ينجح في الإختبار ويسُهل عليه تحمُّل هذه الأمانة. ولعلك تُلاحظ في آيات القرءان حين تصف "الإنسان"، تجدها تصفه بصفاتٍ بدائية دونيِّة، كالطمع، والجهل، وكُفر النعمة، وحُب المال، وغيرها من الآفات.. بينما فالمُقابل تجد أوصاف "المؤمنين" الذين أدركوا أنهم مُستخلفين فالأرض وأنهم راجعون لِربهم بعد انتهاء مُدّة استخلافهم، تجدهُ يَصفهم بأوصافٍ راقية وساميةٍ تتناسب مع مُعدّل النُضج الذي تحققوا به بإيمانهم وفهمهم.