"لحظةً واحدةً يا صديقي العزيز ... لقد جعلت دأبي حتى الآن أن أُعلن الحرب ضد الظروف لا البشر ... لم أجد بأسًا أو خطيئةً ما في أن أثقب جدارًا أو أحطم درجةً من سلم، ولكني لا أستطيع إقناع نفسي بسهولة بأن أثقب قلبًا حيًا أو أنتزع حياة...."
وهكذا تكافئ السماء الفضيلة يا سيدي!، فأنا الذي لم أفعل يومًا شرًا _ عدا الذي ذكرت لك قصته_ أعاني ضائقة شديدة، بينما يتمرغان هما في الثراء الفاحش، لقد جلبت عليهما أفعالهما الحظ الحسن، بينما أصاب الشقاء والبؤس الرجال الشرفاء .... !
إن الناس في هذا القرن الثامن عشر إذا كانوا من أهل النبالة والنسب لا يرتدون إلا أثوابًا من القماش إذا خرجوا للقتال يقابلون بها رصاص البنادق، وإذا تبارزوا لم يجعلوا دون صدورهم إلا القمصان الرقاق هي كل وقائهم من أسنة السيوف، فكيف بي وأنا رأس النبلاء في مملكتي أخرج لا إلى ميدان حرب ولكن للقاء رعاياي ومن دون صدري دروع الحديد !! Ro#
بعض الاحزان تترك ثقوب في انفسنا، تظل مفتوحة للابد، تأبى اطرافها ان تندمل، فتشعر بالخواء، ونتمنى ان لو كانت صدورنا مصمتة، لا روح فيها ولا نبض ولا حياةـ وتظل تلك ثقوب متنفسا تتسلل منه حرقة البكاء، وشهقات الدموع، وزفرات تنفح من اعماقنا قهرا على من فقدناهم، الم الفراق لا يحتمل