فقال: أنا ذاهب، ولن أعود للقصر، فما رأيك أن تأتي معي؟، فقال الملك: مستحيل طبعًا أن أترك القصر، ما هذا الطلب الغريب؟، فردَّ عليه الزاهد: هذا هو الفرق بيني وبينك، أنا لا أمانع في أن أسكن تحت شجرة، أو أن أسكن في قصر، ففي كل حال من الأحوال نعمة من الله عليَّ أراها، والآن أنا لا أمانع في ترك القصر، أنا كنت في داخل القصر، ولم يكن القصر في داخلي، ولذلك أستطيع الذهاب بلا عودة، أما أنت فالقصر في داخل قلبك.
ارتديت معطفي، وأخذت الفانوس وخرجت أسير على نَحْبٍ متجها نحو ذلك المخزن الّذي يقبع في نهاية الغابة الموجودة خلف منزلي، رُحت أتَعَجَّلُ فِي السير
دُونَ الاهتمام؛ لنهام البوم المُزعج، نباح الكلاب وَعَويل الرِّيح وسط ذَلكَ الظلام الحالِك حتى وصلت عند المكان المناسب، وَلَجَت إلى هُناكَ لآتي بِما يلزمني، وخرجت بعد لحظات وأنا أضعُ بين يدي عدتي الجميلة، وعُدت إلى منزلي هرعًا وَأنا أوّدُ إمساكها بأقرب وقت، ودخلت المنزل كالمجنون.
لقد أفقره بعدها لكنه ليس نادما على ما وهبها خلال سنتين من دوار اللحظات الشاهقة و جنون المواعيد المبهرة. حلق بها حيث لن تصر قدماها يوما.تركلها إلى آخر أيامها وسادة من ريش الذكريات,ما توسدتها إلا وطارت أحلامها نحوه.فقد وهبها من كنوز الذكريات ما لم تعشه الأميرات.............