أفليس الله يقول آمرًا نبيه الخاتم {وشاورهم في الأمر}؟ هذا وهو المصطفى! فكيف بنا نحن (الذين بعده وكل من عاصره) الأدنى منه مقامًا وشأنًا؟ لذلك الشورى في حياة المسلم هي منهج ونمط حياة في كلّ شؤونه صغيرها وكبيرها، وليست هي متعلِّقة بجوانب الحكم فقط، بل وفي البيت أيضًا، إذ فيه تبدأ أول ممارسة حقيقية للشورى ومنه (أي: البيت المسلم الحقيقي) تخرج أجيال مؤمنة بها ممارسة لها تطحن بها عظام الاستبداد قبل أن تصبح عظامًا حتى!
يصف أفراد آل سعود ما قام به جدهم الأعور الدجّال "توحيدًا"، ويقولون عن كيانهم الاحتلالي الوهابي التكفيري "دولةً عُظمى، وتحكم بالشريعة" (يقصدون شريعة ابن عبد الوهاب طبعًا) ويقول الأتباع ممّن يرجون بقاءهم أو قل "إصلاحهم"، يجب ألا نفرّط في هذا الكيان وحالة الاتحاد هذه على الإطلاق، ولكن لم يسأل مُسعوَدٌ منهم نفسه: كيف صار الاحتلال توحيدًا؟ هل عُرِض علينا الانضمام لمهلكة ابن سعود ابتداءً حتى نسميه حقًّا "توحيدًا" أم فُرِض علينا بقرار منه هو (وبريطانيا طبعًا) وليس منّا؟ هل كان الانضمام نابعًا من حرية اختيار أم هو واقعٌ فُرِض علينا بقوة السلاح؟
الحياة دروب ، بعضها نختارها بانفسنا ، وبعضها يفرض علينا ، درب فيه نسعد ،ودرب فيه نشقى ،ودرب فيه نذنب ،ودرب فيه نتوب،ودرب فيه نموت لنبدأ الرحلة في درب اخير نولد فيه من جديد