ینبغي عزیزي القارئ أن تتنبه إلى ھذا الأمر جیدًا؛ لست أقصد -البتة- عندما قلت وأقول "السعودي أو الكائن السعودي أو المسعود أو المسعدن -سواء بالجمع أو بالإفراد-، أو حتى عندما أقول الشعب المسعود أو السعودي" لست أقصد شعبنا كله (شعب الجزیرة العربیة المسلم) على الإطلاق، وإنما من أقصدھم على وجه التحدید ھم من یشكلون تلك النسبة (غیر القلیلة) ممن یرضون بھذه التسمیة "سعودي"، أي: یرضون بأن یكونوا سعودیین، أي: تابعین مملوكین لآل سعود، لیسوا أكثر من مجرد متاع في زریبتھم، یفعلون بھم الأفاعیل دونما أن یواجھوا أي رفض أو استنكار أو حتى مجرد فضفضة لما یقاسون ویعانون، أعني الذین تطبَّعوا وتخلَّقوا بطباع وأخلاق آل سعود، ورفعوھم فوق مستوى البشر وجعلوھم إلها "لا یُسأل عما یفعل"، أعني الذین تخلَّوا عن دینھم وتاریخھم ونسبھم وأصلھم وأرضھم وتراثھم وثقافتھم في سبیل التسعود، أعني الذین مسخھم ابن سعود وكھنته حتى جعلوا یركعون ویسجدون له، أعني الذین لیس یرضون بكل ذلك فقط بل یدافعون عنه ویحاربون من أجل بقائه ولو كان على رقابنا نحن (إخوانھم وأھلھم) ویفاخرون أمام العالم به!
احياناً نلتقي بقلوب كالصخور ، بل هي اشد قسوة ، يبتلينا الله بها في تلك الحياه ، ولولا قسوتها وضراوتها ، ماعرفنا قيمة القلوب الرحيمة ، التي تحنو علينا فتطفيء لظى النار التي تشتعل في قلوبنا بسبب هؤلاء القساة
ألا تشاھدون (فتغارون من) دول العالم التي التجأت إلى حصن الشورى المجیدة فأخذتھا (رغم أننا أولى الناس بھا، كیف لا؟ وقرآننا یصف المؤمنین حق الإیمان بأن: "وأمرھم شورى بینھم"؟ ویأمر النبي الخاتمي بأن: "وشاورھم في الأمر"؟) وعملت بھا فسادت نفسھا وانتزعت حقوقھا وقادت الدنیا كلھا.. أما نحن فلا نزال نراوح مكاننا، وكأن القرآن لیس كتابنا! أو الإسلام لیس دیننا!، وكل ذلك إنما كان -بجانب غفلتنا وبعدنا عن دیننا- من صنع وعبث الطغاة وكھنتھم بدین الله ومراد كلامه. (آل سعود وكھنة الوھابیة مثالاً معاصرًا صارخًا على ذلك) علیھم لعائن الله وغضبه من الیوم وحتى تقوم الساعة.