لذلك يكون هذا (الدليل العدديّ) دليلًا قطعيًّا على (أصحّيّة رواية حفص)، دون ما سواها من (الروايات المخالفة المعاصرة). و(العقل السليم) لا يقبل أبدًا أن تكون هذه (الأنظمة العدديّة) راجعة إلى (المصادفات)؛ لأنّ (النظام الدقيق المتشعّب) إنّما ينشأ من (الإرادة والحكمة)، ولا يمكن أن ينشأ أبدًا من (المصادفات)، مهما كثرت الاحتمالات!
كما لا یصح إسلامك دون الإیمان بالله، فكذلك لا یصح إیمانك بالله ولا یكتمل وأنت لست مؤمنًا بالشورى، ولا تنطبق علیك بقیة صفات أھل الإیمان (وإلا لماذا ذكر الله لنا صفاتھم؟ أمن أجل التسلیة؟ أم عبث قالھا؟)، ثم لا تغفل أین وضعھا الله (أقصد الشورى) في الآیة الكریمة فجعلھا مع الاستجابة لله وبین الصلاة والزكاة: {والذین استجابوا لربھم وأقاموا الصلاة وأمرھم شورى بینھم ومما رزقناھم ینفقون}، أي إن الشورى لا تقل أھمیة عن الصلاة والزكاة، بل ھي في ذات المستوى.. وعليه فنحن مطالبون ومأمورون وملزمون بالإیمان بھا وممارستھا على أرض الواقع وفي كلّ شؤون حیاتنا صغیرھا وكبیرھا، ومن لا یبالي بغیاب الشورى ھو -بالضبط- كمن لا یبالي إذا ما منعت -في یوم ما- الصلاة والزكاة وكل شعائر الإسلام وأركانه!