ليالٍ كثيرة مضت عليها وحيدة في غرفتها في منزل والديها تحلم بالزواج والحب والروح التي ستكمل معها حياتها والحياة السعيدة التي تنتظرها، كم تشتاق لغرفتها التي مقتتها قبلًا.. تتمنى أن تعود لتشم عبير الوطن الذي تفتقده بعدما خاب حُلمها
تجمعت كل أحاسيس الدفء والأمان في لمسة يده ليدها، رفعت عينيها لعينيه.. وجدت بريقًا جذبها في هوّة عميقة فصلتها عن الزمان والمكان.. حديثٌ صامت دار بينهما.. لا يسُمَع بالأذن.. فقط القلوب هي من تستطيع فك شفرته
كنت أظن أن تغيير القواعد يحتاج إلى القوة وحسب ، لكنه لم يكن بهذه السهولة قط ، لقد أثر أشراف جارتين أن يموتوا غرقى أسفل أمواج أكما على أن يتساووا معنا فى حق اكتساب الروح
لكنّ أباه برز له مرّة أخرى من داخل النّيران، وهتف به: "ملعون، لقد أحرقتَ كتبي". لم يحتمل هذه المرّة، انتفختْ رِئتاه، سرى في أوداجه دم الغضب، انفجر: "لم أكنْ أنتمي إلى ذلك المكان؛ ولذلك أحرقتُها". صرخ به صوتُ أبيه بأشدّ من صُراخه: "لم تكنْ تنتمي إلاّ إلى ذلك المكان؛ لم تكنْ تنتمي إلاّ إلى قريتنا، هل تظنّ نفسكَ أفضلَ منّي؟ لقد طفتُ بلدانًا كثيرةً، ولكنّني كنتُ مثل نبتةٍ زُرِ