اليوم هو الرّابع من حزيران، الموتُ رفيقٌ مُلاصِق، أراه في الطّعام، والشّراب، والهواء، وكلّ شيءٍ، أراه في وجوه الأطبّاء الشّمعيّة، وفي عيون المرضى، أراهم جثثًا مُمدّدة، على أقدامهم أرقامُ موتهم، وأكفانهم إلى جانبهم، والحُفر العميقة تستعدّ لاستقبالهم، هل يكون الموتُ واضِحًا إلى هذا الحدّ؟!
تجمعت كل أحاسيس الدفء والأمان في لمسة يده ليدها، رفعت عينيها لعينيه.. وجدت بريقًا جذبها في هوّة عميقة فصلتها عن الزمان والمكان.. حديثٌ صامت دار بينهما.. لا يسُمَع بالأذن.. فقط القلوب هي من تستطيع فك شفرته